الخميس، 26 يوليو 2012

ثورة فتات الخبز

كنت جالسة كعادتي ألى جانب تلك النافذة في ذات المكان
عبثا كنت أحاول كسر لحظات الملل بالنظر الى المارة تارة
والفضول في رؤية الداخلين الى المكان تارتا أخرى

بينما أنا هائمة بأفكاري ما بين الواقع والخيال دخل ذلك الطفل برفقة والدته ثم جلسا أمامي


كان طفلا صغيرا لا يتعدى عمره الثلاث سنوات
لفت نظري رغيف خبز الكعك بالسمسم الذي يحمله ما بين يديه


أخذ الطفل مكانه الى جوار والدته على كرسي مستقل 
وبدأ بأكل رغيفه


أدهشتني الطريقة التي يأكل بها رغيفه
 كم هو حريص.....
كان يراعي أن لا يتساقط فتات الخبز على ملابسه
كان يلملمها لكي لا يلوث المكان بها وهو ينظر الى والدته


يا إلاهي من روض هذا الطفل على هذا الفعل
عجبا فهذا ليس بسلوك الأطفال في هذه السن
بدا كمن سلب فوضويته وعبثيته


مراقبتي له أثارت في داخلي ثورة غضب 
وددت لو أذهب أليه وأصرخ 
دعها تسقط وتتناثر
دعها تجول المكان بعبثيتها
توقف عن الألتهاء بلملمتها
مارس حقك في التلذذ بطعم رغيفك بحرية
دعها تتناثر
 أكتشف أشياءك من عبثيتها
حرك أشياءك الساكنه من هدوئها
أعلن ثورتك عليها
أطلق العنان لحريتك
لا تدع أحدا يغتصبها
فهذا رغيفك أنت
تناوله بحرية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق