الخميس، 6 فبراير 2014

العنف

يلا نعيط
التعبير الشعبي الصحيح لهذه الفترة من حياتنا المجتمعية
 المكتظة بلحظات عشقنا الفوضوية العنيفة
أنت أخي....أنا أحبك بعنف
أنت أبني...أنا أبوك سيف على راسك وأحبك بعنف 
أنت جاري ....أنت حبيبي العنيف وأنا أقابلك بأحضان العنف
أنت الجيرل فرند خاصتي....يا ويلوا ألي يقربك فأنا أعشقك بعنف
أنت الحكومة ....يا روح قلبي انت يا عنيف 

وأنطلاقا من هذه المنظومة تخطو أجيالنا القادمة على ذات الدرب
أهواك اهواك ولكن بكثير من الشغب

وبالطبع هذا العشق الشغبي يحتاج الى أدوات
لم تعد قبضة المعصم وركلة القدم تفي بالغرض 
كان لا بد من التطور لمجارات تحديثات العصر
السلاح الأبيض والطلق الناري من أنجع الوسائل لأثبات العشق الأبدي
فكيف يكون عشقا دون دماء 
لا بد من مجزرة دامية لتسجيل هدف في عيد العشاق الدامي
عيد للعشق الجامعي ،خاصتنا، أنجازنا الحضاري 
لنقلب بها التاريخ ونباهي بها الأمم
أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم 

الى متى ومن نلوم؟
أنجلد ذاتنا ونلومها كما العادة؟
أم نلوم المربي؟
أم نلقي بكاهل القضية برمتها على ظهر العشيرة ؟
العشيرة التي اعتادت حل نزاعاتها بعطوة وفنجان قهوة وعفا الله عما سلف
أم نلوم حكومة صمتت طويلا دون تحريك ساكن امام هذه الظاهرة
الى ان أستشرت وأتسعت وتأزمت 
وسنت انيابها كما وحش مفترس 
ينقض على فرائسه بشريعة الغاب ليفتك بها دون رحمة

الى متى السير في سراديب الجهل المظلم؟
الى متى الأنطواء في بيوت الجبن والخذلان والأنصياع لقانون العشيرة
والتلويح برايات اللامبالاه

متى ستتحرر الدولة وتطلق العنان لسلطة القانون 
القانون العادل الذي لا يميز آدمي عن آدمي
القانون والقانون فقط يا دولة القانون 








عقدة النكاح

يقول بعض كبار خبراء الأقتصاد في العالم 
أنه كلما أزدادت عدد الجثث المحترقة بوابل الرصاص والقنابل الأمريكية الصنع
كلما أرتفع المؤشر لقيمة الدولار الأمريكي  في سوق المال العالمي 

أذن فالمسألة ليست قيمة الأنسان كقيمة بشرية 
بل كقيمة فعلية للسلعة في سوق المال العالمية 

الأمر في الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا بالنسبة لأمريكا من هذه النظرية 
بل هي حقيقة مطبقة فعليا أثبتت وجودها بالبرهان والناس نيام
أنت نائم وأنا نائم وجميعنا نيام
وما أنا وانت ألا سلعة مترجمة في قاموس الغرب ذو قيمة مادية تزيد من أرث الخزينة العامة للدولة العظمى

حلو الكلام؟

لنتابع في شأن الفضيحة الكبرى لأمريكا بشأن قضية التجسس العالمي التي فضحها سنودن بعد هربه من أمريكا وطلبه اللجوء
طبعا أحنا كأردنيين طالنا من الخير طرطوشة
يستهزء البعض بالأمر كما لو كان نكتة الموسم والآلاف من خفاف الدم المصفقين 
يتابع فيقول ما هو الأمر العظيم الذي يتداوله جمهور الأردنيين يستوجب التجسس؟

في الواقع الأمر لا ينحصر على الشعب الأردني فقط بل على الشعب العربي ككل
هذا الشعب في أساسه هو تكوين من مجموعة أفراد وكل فرد له أتجاه
في التفكير في العيش في الأهتمامات 
كل هذا له تفسيره في لغة المال
أمريكا ليست دولة غبية فوضوية في قراراتها وتطبيقاتها
هي دولة لديها الأستعداد لتوظيف كل علماء وخبراء الأرض
 بألاف الدولارات مقابل دراسات تفضي الى نتائج عن سلوك وتفكير هذه الأمة
 والأهم أهتماماته لتحويلها الى سلعة مقبولة القبض ببلايين الدولارات في سوق المال

معادلة صعبة وربما جارحة لكرامتك 
ولكن من هذا الذي يهتم لكرامتك 
حتى كرامتك قد تصبح يوما سلعة قابلة للتداول 

المفارقة هنا هل من دراسات قام بها العرب عن أنفسهم 
هل حاول أحد من العرب التعرف الى طبيعة هذا الشعب وأهتماماته 
أسلوب عيشه وتفكيره سلوكه مثلا؟
الى أي مدى يعرف هذا الشعب عن ذاته من ذاته
لنبسط الأمر الى حد المكالمات الهاتفية التي عدت بالملايين والتي تم التجسس عليها
ترى ما هو الحديث الذي يدور في تلك المكالمات وأي سلوك ينهجه هذا الفرد 
لدرجة تثير فضول المستثمر الأجنبي 

كعربي لا أنصحك بأن تتكلف عناء البحث
فستبحث طويلا ولن تؤدي نتائج بحثك إلا الى دائرة واحدة 
...............عقدة النكاح...............

ففي الوضع الطبيعي للجسم البشري يتمركز مستقر التفكير في القسم الأعلى من الجسد
أما في هذه الأمة فقد أنزلق ليستقر في الجزء السفلي منه
لو أحصيت مجمل تلك المحادثات الهاتفية منها او حتى الألكترونية 
لوجدت أن الشغل الشاغل لتلك المحادثات السرية هو أشباع الرغبات الحيوانية لا اكثر

ثم يتوجه الكثيرون للسطح لنشر قشور الفضيلة والوطنية 
وفكر العروبة المقصية وأنتزاع الحرية المزمعة من براثن الطاغية
وأنتهائاً بشعارات تحرير الأرض المغتصبة من براثن بني صهيون

بشراكم.......
 اليوم قدسكم تنتهك وأقصاكم على بعد خطوة من تهويد 
وما زلتم تلهثون خلف ذات الفكرة

لن تتحرروا ابداً حتى تبدأو بتحرير أنفسكم 
يا معشر قوم أنا منكم 
حرروا عقولكم قبل أن تطلقوا العنان لصرخات حناجركم 
فأصواتكم مكتومة مختومة بشمع العار 
ما دامت عقولكم محصول رؤوس اينعت
فحان قطافها لتثري خزينة مستعمر جبار 








دولة القانون

الجميع يتطاولون لبلوغ السلطة
فترى كل شخصية في هذا البلد صغيرة كانت أم كبيرة 
تسعى الى الترأس والأستوزار من مكانها
لن استغرب كثيرا أذا ما أحتدم الصراع يوما
وتحول الأمر الى الأحتكام الى شريعة الغاب 
فكلنا عظيم جبار وله الحق بالسلطة 
والبقية مجرد خراف عليها الأنقياد

أطل علينا أحدهم ببدلته الزرقاء من خلال وسائل الأعلام الألكترونية وغير الألكتروني
ليعلن لنا أنه المناظل في سبيل قوت الضعفاء 
قناع آخر من أقنعة تمثيل السلطة وأستغلال الحدث لصالح الترويج للشهرة
تمثيل أحمق ركيك لم يستطع من خلاله تملك عقول المثقفين
 ولكنه تمكن من عقول البسطاء أو الحقيقة بالبنط العريض وبالخط الأحمر 
الأتباع لفتوة الحارة وكبير زعرانها

هذا يضعني أمام التساؤل بحيرة
كيف أستطاع هذا الرجل الوصول الى القبة؟؟
ليقودني التفكير بعدها الى زمن الأنتخاب والفضيحة المعلنة بذات الطريقة
أستعراض سعادته أمام الجمهور بتملكه لعدد ضخم من بطاقات الأنتخاب
والتلويح والتهديد بحرقها كونه صاحب قضية الحق ونصير الفضيلة

طبعا الهيئة المستقلة للأنتخابات كان عليها الأنتباه الى الأمر
هيئة مستقلة ...أن لم تنتبه سيلاحقها العار حينها
تمثيل آخر أحمق
وتم وفي زمانه ومكانه ألقاء القبض على سعادة النائب والتحقيق معه 
بجرم حيازة بطاقات الأنتخاب والسطوة على اصحابها
أنجاز عظيم لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا البلد لبرهنة النزاهة والشفافية 
الطبعة الرسمية الغير معدلة أن هذا الرجل تعدى المرحلة ونجح في الأنتخابات 
وأقتحم القبة بحصانة سعادة النائب

لا بأس سنتجاوز كون هذا ماض سحيق
كما تم التجاوز عن العديدين من من تم الأمساك بهم بالجرم المشهود في شبه التزوير بالأنتخاب لنردف قائلين ....سقط سهوا

ومن باب الأقتداء بمقولة حكيم لا تقف طويلاً عند الماضي فالحاظر مستقبل سيفوتك
أمتثلنا لحكم القدر وقررنا المضي للرضى والقبول بنتاج الأفراد تحت هيمنه هيبة القبة

وأذا بي خروف من جمهور الخراف يجلس كالبقية في خانة كراسي المشاهدين
للأستمتاع بمشاهد المسرحية الهزلية لمن يمثلني ويمثل شعب المساكين

فالعرض ممتع والمشاهد هزلية حد الدهشة
وتطورات السيناريو بأعجاز ليس له مثيل ضمت كل أنواع الفنون
من دراما الى رومنسية الى الآكشن

ومن باب الديموقراطية وحرية التعبير وأنتزاع الحقوق 
كان بداية أستخدام سلطة اللسان وسطوته 
ثم الأيدي ثم الكندرة عافاكم الله 
وختاما وختامها مسك 
تحول المسرح الى ساحة صراع مسلح بالمسدسات والرشاش

طبعا ليس لي الحق بالأعتراض فهذا خياري 
وأنا من أختار من يمثلني
مع أنني لا أذكر بأنني وصلت الى صندوق أو صوت لأحد 
إلا في باحة أحلامي الوردية في المنام
ربما هذا أيضا منام 
دعونا نتجاوز ونستسلم ونسلم 
هذا منام 
فهذه دولة القانون لا دولة الزعران