الخميس، 23 أغسطس 2012

مواء القطة

أيقظني هذا الصباح مواء قطة
أنا أخاف القطط ولكن المواء الممزوج بنبرة التوسل 
أوخز في أعماقي الأحساس بالرئفة 
تكرر المواء فأعانني ذلك على تحديد مكانها
وهبني منظرها أبتسامة أنعشت قلبي
كيف أستطاعت هذه القطة أن تحشر نفسها هكذا بين اغصان الياسمينة المتشابكة؟
 ترى ما الذي كانت تسعى أليه
 مددت يدي وألتقطها لأخرجها من بين الأغصان 
لم تعطني الفرصة لأربت على ظهرها وأمسح شعرها
فما أن أحست أنها طليقة 
حتى قفزت من بين يدي وهربت بعناد ومكابرة
كما لو أنها تحدثني عن ذاتي
وعن تلك المرات التي أعماني الفضول
لأخوض غمار المغامرة دون رهبة أو خوف
بحثا عن شيء...أي شيء يحاكيني

بقيت أرنو الى فراغ هروب القطة 
فتشكلت مساراتي الفاشلة مرسومة بضوء أسود
قلت لنفسي أن القطط في العادة تفر من الغرباء
أنها كائن خائف
وقد لا تشعر بالأحسان كما البشر
ترددت الكلمة في جوفي وتساءلت:
هل يشعر البشر بالأحسان؟

صباحي في العادة لا يأتي من منبه الساعة
بل من عطر الياسمينة الذي يوقظه الأذان
أغصانها كثيفة حقا
 بما يصعب على القطة أستنشاق الخلاص
لم أكن أعرف كيف أفعل هذا
ولكني أستطعت أن أفك شيئا من تشابك الأغصان
أوجدت فراغا يتسع لقطة 
يمكنها الآن أن تمر في الصباح وتذهب
حرة...دون الحاجة الى إحسان

                               *هذه كلماتي تطرزت بشرف 
             أن حيكت مع كلمات صديقي الكاتب والروائي العراقي

                             نزار عبد الستار

هناك تعليق واحد:

  1. كائن خائف و لو ترعرع بين البشر لاستحال الخوف = واقعًا و كابوسًا!! للأسف
    ---------

    لست على وئام مع الحيوانات/الطيور/الدلافين/الخ و القطط بالذات لي معها تجارب سيئة مؤلمة و الكره بيننا متبادل :]]]]]
    ---

    أيقظني و ليس أيقضني
    :)

    ردحذف