الخميس، 6 فبراير 2014

عقدة النكاح

يقول بعض كبار خبراء الأقتصاد في العالم 
أنه كلما أزدادت عدد الجثث المحترقة بوابل الرصاص والقنابل الأمريكية الصنع
كلما أرتفع المؤشر لقيمة الدولار الأمريكي  في سوق المال العالمي 

أذن فالمسألة ليست قيمة الأنسان كقيمة بشرية 
بل كقيمة فعلية للسلعة في سوق المال العالمية 

الأمر في الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا بالنسبة لأمريكا من هذه النظرية 
بل هي حقيقة مطبقة فعليا أثبتت وجودها بالبرهان والناس نيام
أنت نائم وأنا نائم وجميعنا نيام
وما أنا وانت ألا سلعة مترجمة في قاموس الغرب ذو قيمة مادية تزيد من أرث الخزينة العامة للدولة العظمى

حلو الكلام؟

لنتابع في شأن الفضيحة الكبرى لأمريكا بشأن قضية التجسس العالمي التي فضحها سنودن بعد هربه من أمريكا وطلبه اللجوء
طبعا أحنا كأردنيين طالنا من الخير طرطوشة
يستهزء البعض بالأمر كما لو كان نكتة الموسم والآلاف من خفاف الدم المصفقين 
يتابع فيقول ما هو الأمر العظيم الذي يتداوله جمهور الأردنيين يستوجب التجسس؟

في الواقع الأمر لا ينحصر على الشعب الأردني فقط بل على الشعب العربي ككل
هذا الشعب في أساسه هو تكوين من مجموعة أفراد وكل فرد له أتجاه
في التفكير في العيش في الأهتمامات 
كل هذا له تفسيره في لغة المال
أمريكا ليست دولة غبية فوضوية في قراراتها وتطبيقاتها
هي دولة لديها الأستعداد لتوظيف كل علماء وخبراء الأرض
 بألاف الدولارات مقابل دراسات تفضي الى نتائج عن سلوك وتفكير هذه الأمة
 والأهم أهتماماته لتحويلها الى سلعة مقبولة القبض ببلايين الدولارات في سوق المال

معادلة صعبة وربما جارحة لكرامتك 
ولكن من هذا الذي يهتم لكرامتك 
حتى كرامتك قد تصبح يوما سلعة قابلة للتداول 

المفارقة هنا هل من دراسات قام بها العرب عن أنفسهم 
هل حاول أحد من العرب التعرف الى طبيعة هذا الشعب وأهتماماته 
أسلوب عيشه وتفكيره سلوكه مثلا؟
الى أي مدى يعرف هذا الشعب عن ذاته من ذاته
لنبسط الأمر الى حد المكالمات الهاتفية التي عدت بالملايين والتي تم التجسس عليها
ترى ما هو الحديث الذي يدور في تلك المكالمات وأي سلوك ينهجه هذا الفرد 
لدرجة تثير فضول المستثمر الأجنبي 

كعربي لا أنصحك بأن تتكلف عناء البحث
فستبحث طويلا ولن تؤدي نتائج بحثك إلا الى دائرة واحدة 
...............عقدة النكاح...............

ففي الوضع الطبيعي للجسم البشري يتمركز مستقر التفكير في القسم الأعلى من الجسد
أما في هذه الأمة فقد أنزلق ليستقر في الجزء السفلي منه
لو أحصيت مجمل تلك المحادثات الهاتفية منها او حتى الألكترونية 
لوجدت أن الشغل الشاغل لتلك المحادثات السرية هو أشباع الرغبات الحيوانية لا اكثر

ثم يتوجه الكثيرون للسطح لنشر قشور الفضيلة والوطنية 
وفكر العروبة المقصية وأنتزاع الحرية المزمعة من براثن الطاغية
وأنتهائاً بشعارات تحرير الأرض المغتصبة من براثن بني صهيون

بشراكم.......
 اليوم قدسكم تنتهك وأقصاكم على بعد خطوة من تهويد 
وما زلتم تلهثون خلف ذات الفكرة

لن تتحرروا ابداً حتى تبدأو بتحرير أنفسكم 
يا معشر قوم أنا منكم 
حرروا عقولكم قبل أن تطلقوا العنان لصرخات حناجركم 
فأصواتكم مكتومة مختومة بشمع العار 
ما دامت عقولكم محصول رؤوس اينعت
فحان قطافها لتثري خزينة مستعمر جبار 








هناك تعليق واحد:

  1. غريب ان اجد من يتحدث بهذا العمق في امور الكل ينظر لها بسطحية ........وكأننا نراها من خلف ستار شفاف .....

    ردحذف