الخميس، 20 نوفمبر 2014

بُكرة

قلق,حائر,مكسور,مهزوز وربما مهزوم 
هكذا بدأت لعبة الحروف والكلمات فيما بيننا 
حتى خشيت على نفسي الوقوع في حرج الأنكشاف
....أريد أن أغادر
هو: أنت تهربين 
أنا: لا لست أهرب
كم حدثت نفسي طويلا بحضورك وها أنا أفعلها مجدداً 
 لا أريد الهروب لا أرغب بالهروب 
هو: هل تخشين أجتياز الخطوط الحمراء؟
أنا: وهل من خطوط حمراء في حوارنا؟
هو: ربما ؟

أتعلمين نحن البشر بطبيعة الحال نحب الثرثرة 
نادرا ما نلتزم الصمت لنسمح لهذا الشيئ الموجود في رؤسنا بفسحة تأمل عاقلة 
نهرول أليه احياناً ولكن في الرمق الأخير عندما تنهار قصور الوهم المعلقة بالأمل لتصبح ركاماً أمامنا
أتعلمين لماذا نلجأ أليه ؟
ليس لأننا نبحث عن ما ينقذ الموقف أو تلك الحلول التي قد ترممه بل لنستعرض الماضي بطريقة تجعلنا نزداد بؤساً وشقائاً
نسخة مبتكرة من اللوحة الدافنشية المثيرة للشفقة 
لم أدري في تلك اللحظة اي سلاح من الكلمات أبارزه به .....
هل تريدني أن أشفق عليك هل تبحث عن شفقتي؟ 
حتى باغتني بالأجابة....وهل ما زال مظهري يوحي لك بالقوة ؟

كيف أجيبه بها الان؟
 لست ادري ربما أشفق على نفسي قبل ان أشفق عليك؟
أم تراني أبحث عنك أم أبحث عن نفسي بك؟
 هذه المتاهة تبدو أكبر من أستطاعتي في الأدراك 
ما بين نفسي وبينك أنا تائهه


أيقظتني كلماته المباغته من غفوتي
...أتعلمين نحن نرتكب الخطأ بمحض أرادتنا بشغفنا أليه ورغبتنا به نستفيق منه فقط عندما يبدأ لسعنا بلهيب نيرانه
لا أنكر أنني هنا أحسست بالعظمة وسألته بفخر المنتصر
هل تعترف لنفسك بأخطائك؟
حتى كانت أجابته هي الضربة القاضية
 أنا لا اعترف بها أنا أبحث عن من أحمله وزرها 

وبغفلة من اللاوعي ألتفت أليه بأندهاش أريد أن أسرق تلك النظرة المتأملة لتقاسيمه, نظرة عينيه, أنكسارات خطوط وجهه,أنفاسه كيف يلتقطها 
يا ألاهي كيف يستطيع الأمساك بزمام كل ذلك 
تنازل عن كبريائك للحظة وأظهر أنكسارك 
فالكبرياء لعنة مقيتة أكرهها وأكره نفسي بها 
كم كذبة أقترفت أنا من اجلها وها أنت تمارس ذات اللعبة 
توقف هل اصرخ لتسمعني توقف 

وبكل رباطة جأش ألتفت ألي وقال
 أسمعك أسمع كل كلمة تحدثين بها نفسك 
أنت أيضا تجيدين الثرثرة في صمتك

أهتز قلبي في مكانه وأختنقت أنفاسي لم ادري بماذا أجيب؟
تمالكت نفسي بكبرياء مصطنع: أنا استمع أليك فقط لعلي أجيد الأستماع في حضرة كلماتك 

توقفي عن الأستماع بادريني بكلمة أجد فيها اماني وسلامي 
فكما ترين أنا الآن محارب يقف بأنكسار على عتبات الماضي 
والماضي هو أمس أعلن نهايته بلا عودة 
أنا الآن أقف أمامك في هذه اللحظة ولا أملك من نفسي سوى هذه اللحظة دعيني أضعها بين يديكي قرباناً لتباركي ضعفي في رجائي لك أمنحيني سلاماً اليوم ولا تسأليني عن الغد فأنا لا املكه ولا أعلم إن كتب لي

بأي حال سأصله

الغد ......بكرة
وبكرة كان العبرة يمكن يجي ويمكن ما يجي بكرة