الأربعاء، 28 مايو 2014

لماذا كانت خرائط

منذ الأنطلاقة الأولى لشرارة الربيع العربي والأحداث تمر تباعاً بتلاحق مفاجىء أحياناً وصاعق أحياناً أخرى 
لا ننكر أنها كانت ثورات وليدة للغضب الشعبي من أنظمة متخاذلة في مواقفها الدولية 
قمعية على مستوياتها المحلية مستبيحة للمال العام على شاكلة الفساد المالي
وقاتلة للأقتصاد غير مبالية بأنتشار الفقر والبطالة بمستويات مرتفعة
أنظمة أستشرى فيها الفجور السلطوي الى حد أمتلاء الشعوب فنطقت

ثلاث سنوات منذ الأنطلاقة الأولى 
كنا نقف فيها موقف المحايد المراقب عن كثب
ونسأل أنفسنا ترى هل ستنجح ؟
هل هو عهد جديد من التغيرات في كيان المنطقة العربية برمتها؟
كمن يشهد ولادة جديدة لخطوط عريضة في الخارطة العربية وتقلباتها
خطوط لم تساهم في صناعتها دول أستعمارية طامعة 
بل خطوط تصنعها هذه المرة شعوب المنطقة ذاتها

ليس بالضرورة أن تكون الخرائط هي خرائط واصفة لشكل ومساحة المكان
الخرائط أيضا قد تظم شاكلة الأنسان في وجوده حياته ومعاشه 
حتى على مستوى التقلبات الفكرية 
ما بين مفهوم الديموقراطية والحريات الفعلية
وما بين فكر الحرية المستقطب على شاكلة الطفرات 
طفرات قد تتناقض في كثير من الأحيان مع مبادئنا وأخلاقنا كعرب 


ثم الأنغماس في تقلب خارطة الدين 
وبروز الفكر الديني المتطرف على مساحات واسعة في ساحات الصراع
وجرائم ترتكب بذريعة الطائفية والتكفيرية وتطبيق الشريعة الأسلامية
حتى أنتهى الأمر الى محاربة الأسلام من أهله 
ووصمه بدين الأرهاب 
وتلك كانت الذريعة لمطالب أخرى بأحلال الدولة من الدين 
والأنسياق الى خرائط العلمانية

هذا مختصر في رؤوس أقلام بشكل مبدئي 
لأننا ان أخذنا كل جانب فأننا سنتحدث وسنطيل ونقع في شرك 
المؤيد والمعارض والصراع الفكري والرأي المغاير
وليس هذا هو هدفنا 
أرتأينا أن تكون سلسلة تنظر عن كثب الى قضية بعينها قد تبدو صغيرة 
ولكنها في الحقيقة نتاج هذا التغيير 
تغيير قد يؤثر سلباً وربما أيجابا 
ولكنه حدث ويحدث
لذا أعذرونا أن أخذنا موقف المحايد في كثير من الأحيان 
وربما تأخذنا العزة والغيرة فنسترسل بالحديث 

في النهاية غايتنا كغاية أي فرد من افراد المجتمع العربي
فهم الواقعة تحليلها والوقوف على حقيقتها للحظات