الأربعاء، 24 يوليو 2013

ألا ليتنا لم نلتقي

لو كنت التقيته بين المارة ما كنت ألتفت أليه للحظة
قالت هذه الكلمات ثم ساد الصمت
وغرقت عينيها بدموع تأبى الخروج 
وأماطت بوجهها عني نحو المارة


أحترمت صمتها في تلك اللحظة 
وشعرت بحرقة ألمها 
لا أنكر أن الفضول لمعرفة المزيد قد أصابني 
فسمحت لمخيلتي بالأنطلاق الى مساحات شاسعة من التساؤلات
ترى ما الذي حدث؟
كيف كانت البداية؟
ولما كانت النهاية؟
في أي نقطة كان الخلاف؟
واي زمن ذلك...تلك البرهة الهشة من الزمن التي أحدثت الكارثة؟

ولكسر جمود الصمت السائد تقدمت لها بكوب العصير الموضوع أمامها لترتشف بعضاً منه لعله يهدأ من روعها
لم أستطع منع نفسي من ألقاء ذلك السؤال
ألم تكن تلك السنوات الخمس كافية لتجعلكما متقاربين أكثر؟
ألم تكن كافية لتجعلكما تدركان كل التناقضات فيما بين شخصياتكما وتلغيانها؟

أجابت : وأنا أيضا كنت أظن ذلك ولكن على ما يبدو أنها كانت سنوات مزينة بمشاعر مزيفة هي بضعة شهور بعد الزواج ثم أنتهى كل شيئ
يبدو أن الفراق كان مصيرنا منذ البداية ونحن لم نستطع أدراك تلك الهوة
أو ربما تغاضينا عنها لا أعلم

ساد الصمت مجدداً فيما بيننا 
فعدت بنفسي الى الوراء وأسترخيت على مقعدي
وأنطلق بي الخيال مجدداً نحو تساؤلات بلا نهاية

أحس بأن في داخلي بركان يكاد ينفجر
ما بال هذا البلد؟
لماذا يبدو كل من فيه واقفاً على حافة الهاوية؟
حتى في علاقاتهم الأجتماعية
حتى في أسمى مشاعرهم الأنسانية 
أصبحت المشاعر سوق لبضع أحاسيس بالية 



تعبير سائد يستحضرني الآن "فقدنا البوصلة"
هل فقدناها حقاً؟
أم فقدنا الطريقة التي نروض بها أحداثياتنا لصالحنا؟
عابثون في البحث ؟
أم أننا لا نكلف أنفسنا عناء البحث عن نقاط الوصل فيما بيننا؟
خمسة سنوات عمر طويل للعشق لم تشفع لأتمام رابط مقدس؟
................لماذا؟؟؟

ومستمرون........... نلعن السياسة والساسة
نعم أيها السادة 
الساسة أدخلونا كجمهور عام معترك اللعبة
ولكن هل أدخلوا أعمق علاقاتنا الأنسانية أيضا اللعبة؟
ربما؟
وربما نحن نفسيات مهزومة أعياها البحث عن الأمل 
فأنعكس بنا الأمر الى اخمص أحوالنا وأعقد علاقاتنا 
فأخذنا نتخبط في كيل التهم لمن هو أصغر حجما وقوة 
هروبا من ضعفنا أمام جبروت ذوي السلطة 

نحن مجتمعات في أنهيار
فقدنا الحكمة مقدما قبل كل شيئ
العدالة....التسامح....الرابط الأخلاقي....الرابط الأنساني
الرابط المجتمعي...
كل هذه ما هي في قواميس بشر العصر إلا مفردات بلا معنى

دعونا نعترف .....دعونا
فلنتأمل بذاتنا من داخلها ونعترف
نحن مجتمعات تنهار في أخلاقها وأسمى روابطها الأنسانية
وللحديث بقية.....ودمتم