الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

رفع الأسعار...قتل أم أنتحار

يبدو أن أعمار حكوماتنا يسير بشكل عكسي مع أرتفاع الأسعار
تخونني ذاكرتي دائما ويا لها من ذاكرة 
ترى من كان البارحة ومن أتى اليوم
لم أعد أتذكر
أو للحق لم أعد أتكلف عبئ حفظ الأسماء
ففي النهاية هي حكومات ايا أختلفت شخوصها وسياساتها
فالنتيجة الى هدف واحد

الغريب في الأمر أن الحكومات السابقة والحالية هي حكومات أنتقالية
على حسب المسمى الذي وصل الى مفاهيمنا
يفترض بأن قضيتها الأولى هي تتمة الأنتخابات 
ترى هل فاتنا شيئ في مضمون المعنى
أم أن اللغة العربية قد أختلفت مقايسها للسرد
فما تلبث هذه الحكومات أن تعتلي مراكزها على كراسي السلطة
حتى تبدأ في أطلاق العنان لقرارات صاروخية في رفع الأسعار 

كان أختيار الحكومة الحالية أختيارا موفقا
حقا كان موفقا بل وذكي للغاية
دولة رئيس من طرف المعارضة 
مشهود له بتاريخه السياسي الطويل في النظال من أجل الحق
وأنتقاد السياسات الفوضوية للحكومات السابقة
وشجب كل قرار يمس بقوت الشعب وكرامته 
ونضيف الى ذلك علاقته القوية بالبعبع الأخواني
عظيم ...خيار عظيم وحكيم في آن معا
يجعلك تختزل معادلة هذا الخيار 
قناعة وثقة الجمهور العام بالرجل
أرضاء الحركات الأسلامية
وأحتواء غضب الشارع

والقنبلة.......
رفع الدعم عن المحروقات والسلع الرئيسية
وأرتفاع غير مسبوق فاق التوقعات في الأسعار
وبرضى الشعب
هو لم يرفعها عنوتا أو قهرا
ولم نستيقظ صباحا لنتفاجأ بالرفع
بل تمايل الرجل على قلوبنا تارة 
وعلى عقولنا تارتا أخرى
لم يكتفي بالتصريح
      " إما رفع الأسعار أو سقوط الدينار"
بل تعداها الى أحضار خبراء الأقتصاد وخبراء التخطيط
وتصريحات علنية بالقلم والورقة ونحسبها 
والفاجعه أن الحسبة كانت كارثية على رؤسنا
والحل مجددا 
جيب المواطن الذي تحمل مرارا وتكرارا
وما زال لديه القدرة الخارقة للتحمل
يبدو أن هذا الرجل قد درس تكوينات الشعب النفسية جيدا
فأين كان الحمل ثقيل ومهما حمل أسفارا
فقد تبلد الشعور ولم يعد الغضب عنوانا

وعلى قولتو .............
              "ماضون في رفع الأسعار وعلى الله الأتكال"

نحن سننتحر على مشارف التضحية مجددا
ولكن هي مجموعة تساؤلات في النهاية
كيف أستطاع هذا الرجل التضحية بتاريخه السياسي الطويل
ومن أجل أي قضية كان يقف كجبل شامخ 
في وجه الفساد وقرارات الحكومات السابقة
وعلى ماذا يراهن اليوم؟
هل يعلم أنه مقبل على خطوة أنتحار سياسي
وأن هذه السياسات هي قلب لكل موازين الثقة به كرجل الشعب؟

دولة الرئيس 
بكل خطواتك المرسومة بالمسطرة
أنت قمت بتخفيض نسبة النفقات 
والتوفير في فاتورة الطاقة 
ولكن وبنائا على تصريحاتكم 
دولتك أنت لم تسد ولو جزء بسيط من عجز الخزينة
وايا كان نوع وكم وزمن الرفع 
فالعجز قائم بالبلايين 
ترى كيف ستحل هذه المعظلة ؟؟؟
وأين هو ذلك الحل الأقتصادي المقنع لرتق الشرخ
فجيوبنا فرغت ...ومدخراتنا استنزفت
ولم يبقى الا قتل أبنائنا خشيت إملاق أو جوع 
 والله المستعان