السبت، 22 ديسمبر 2012

نوافذ معلقة

وهكذا في كل ليلة 
كان يقتحم سواد ليله وحيدا
ينزع عنه كل أقنعة الزيف
ليتعرى تحت أضواء القمر 

للحظور في حظرة القمر مناسكه وطقوسه
ممنوع فيه إلا الحقيقة العارية
 ممنوعة هي الزينة المتبرجة 
ممنوعة هي الكتب المغلقة
ممنوعة هي الحكايات الزائفة

وتتعلق أحلام الفتى بحبال الوهم الواهية
قدم نفسه قربانا في حظرة القمر
وتعرى في كامل حقيقته
علها تشفع له بحظور جلاله
فيحظر له أحلامه على هيئة القدر

ويستمر خداع البصر
في حلكة ظلام دامس
يتكرم عليه القمر ببعض من خيوط نوره
ينسج بها ظنونه وشكوكه في هيئة الحظر
يعاتبها تارة
ويعاركها تارة
ويستسيغ دفن رأسه في أحضانها تارة أخرى

ملحمة عاتية في ليل طويل
ولا بد لليل أن ينجلي
تباغته أول أشراقات الفجر
لتشع نورا يمزق كل خيوط ليله

وينتهي الفتى كما بدأ
يهجره الظلام
ويرتفع بأحلامه الي نوافذ معلقة في قوارير السماء
ويتركه وحيدا معلقا بأذيال الخيبة
يرتديه ردائا
ويعلق قوالبه المزيفه

ويمضي في صراعه مع أضواء النهار المشرقة 






الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

رفع الأسعار...قتل أم أنتحار

يبدو أن أعمار حكوماتنا يسير بشكل عكسي مع أرتفاع الأسعار
تخونني ذاكرتي دائما ويا لها من ذاكرة 
ترى من كان البارحة ومن أتى اليوم
لم أعد أتذكر
أو للحق لم أعد أتكلف عبئ حفظ الأسماء
ففي النهاية هي حكومات ايا أختلفت شخوصها وسياساتها
فالنتيجة الى هدف واحد

الغريب في الأمر أن الحكومات السابقة والحالية هي حكومات أنتقالية
على حسب المسمى الذي وصل الى مفاهيمنا
يفترض بأن قضيتها الأولى هي تتمة الأنتخابات 
ترى هل فاتنا شيئ في مضمون المعنى
أم أن اللغة العربية قد أختلفت مقايسها للسرد
فما تلبث هذه الحكومات أن تعتلي مراكزها على كراسي السلطة
حتى تبدأ في أطلاق العنان لقرارات صاروخية في رفع الأسعار 

كان أختيار الحكومة الحالية أختيارا موفقا
حقا كان موفقا بل وذكي للغاية
دولة رئيس من طرف المعارضة 
مشهود له بتاريخه السياسي الطويل في النظال من أجل الحق
وأنتقاد السياسات الفوضوية للحكومات السابقة
وشجب كل قرار يمس بقوت الشعب وكرامته 
ونضيف الى ذلك علاقته القوية بالبعبع الأخواني
عظيم ...خيار عظيم وحكيم في آن معا
يجعلك تختزل معادلة هذا الخيار 
قناعة وثقة الجمهور العام بالرجل
أرضاء الحركات الأسلامية
وأحتواء غضب الشارع

والقنبلة.......
رفع الدعم عن المحروقات والسلع الرئيسية
وأرتفاع غير مسبوق فاق التوقعات في الأسعار
وبرضى الشعب
هو لم يرفعها عنوتا أو قهرا
ولم نستيقظ صباحا لنتفاجأ بالرفع
بل تمايل الرجل على قلوبنا تارة 
وعلى عقولنا تارتا أخرى
لم يكتفي بالتصريح
      " إما رفع الأسعار أو سقوط الدينار"
بل تعداها الى أحضار خبراء الأقتصاد وخبراء التخطيط
وتصريحات علنية بالقلم والورقة ونحسبها 
والفاجعه أن الحسبة كانت كارثية على رؤسنا
والحل مجددا 
جيب المواطن الذي تحمل مرارا وتكرارا
وما زال لديه القدرة الخارقة للتحمل
يبدو أن هذا الرجل قد درس تكوينات الشعب النفسية جيدا
فأين كان الحمل ثقيل ومهما حمل أسفارا
فقد تبلد الشعور ولم يعد الغضب عنوانا

وعلى قولتو .............
              "ماضون في رفع الأسعار وعلى الله الأتكال"

نحن سننتحر على مشارف التضحية مجددا
ولكن هي مجموعة تساؤلات في النهاية
كيف أستطاع هذا الرجل التضحية بتاريخه السياسي الطويل
ومن أجل أي قضية كان يقف كجبل شامخ 
في وجه الفساد وقرارات الحكومات السابقة
وعلى ماذا يراهن اليوم؟
هل يعلم أنه مقبل على خطوة أنتحار سياسي
وأن هذه السياسات هي قلب لكل موازين الثقة به كرجل الشعب؟

دولة الرئيس 
بكل خطواتك المرسومة بالمسطرة
أنت قمت بتخفيض نسبة النفقات 
والتوفير في فاتورة الطاقة 
ولكن وبنائا على تصريحاتكم 
دولتك أنت لم تسد ولو جزء بسيط من عجز الخزينة
وايا كان نوع وكم وزمن الرفع 
فالعجز قائم بالبلايين 
ترى كيف ستحل هذه المعظلة ؟؟؟
وأين هو ذلك الحل الأقتصادي المقنع لرتق الشرخ
فجيوبنا فرغت ...ومدخراتنا استنزفت
ولم يبقى الا قتل أبنائنا خشيت إملاق أو جوع 
 والله المستعان 












الخميس، 11 أكتوبر 2012

رواد المزابل أم شعب ثائر

الإنتخابات حديث الساعة
بل أصبح الأولى أن نقول الأولوية الأولى 
لأستمرارية أستنطاقنا كشعب من كل الفئات 

أنت اليوم لست بأنسان عادي بل مواطن
قد تكون وقد لا تكون
وسيل عارم من المزاودات على كينونتك 
كل يقذفك في أتجاه ككرة مضرب يريد بها هدفه

شعب الشارع؟
أم شعب الدولة؟
يراقبني أم أراقبه أم أن كلانا واقع في ذات الخدعة

وتبقى أنت أيها المسكين في ذات دائرة الأتهام
متهم بكل الأحوال أرتكب الجرم أم لم يرتكب
هكذا ينظر الى الجمهور العام

ليس هذا بسؤالنا
بل سؤالنا الملح اليوم
 هل هؤلاء هم الشعب كل الشعب؟؟

وأولائك الواقعون في الدرك الأسفل من الفقر
هل طالتهم الحسبة يا ترى؟
أم أن الأحصاء أغفلهم ربما لأن لا صوت لهم ولا صراخ
ولا حول ولا قوة
فاليوم ليس يوم الكلام 
حيث تقطن الأفواه الجائعة تصبح اللقمة هي الأولوية الأولى
ثم سكن يؤويه ثم سقف يستره ويواريه

هناك تقطن تلك المرأة وأمثالها الكثيرون
ممن لا يعيرون بالا لا بالصوت الواحد وقانون الأنتخاب
ولا بحرية الأفراد وديموقراطية الآراء
ولا بفكر الأنتماء وأثبات الولاء

هي وشعبها لا يعرفون إلا طريقا واحدا نحو مزابل الأغنياء
يلتقطون بقايا ما تركوه لهم في مخلفاتهم 
ليقتاتو به في يومهم ذاك

ربما يستنطقون في يوم ما ربما 
عندما يأتي نهارهم في زمن ما وقد نفذت مزابلهم من مخلفاتها 
ترى هل سيتحول المنظر العام نحوها؟
لتصبح محور الأهتمام 
عندها هل نستنتج
أم نستقرأ حركات المزابل
أم أنهم سيعتلون قممها ليعلنوها ثورة 
ثورة المزابل 









الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

ما هو السيناريو القادم ؟

منذ عدة أيام شهدت مدينة اربد نوع من أنواع
 الثوران الفوضوي 
لما يسمى السلاح الأبيض
هذه المدينة الصامتة الهادئة المسالمة لدرجة الأبهار 
كيف يمكن لها أن تنقلب هكذا وبسرعة البرق
وفي ليلة وضحاها 
الى صحوة غضب مفاجأة بأسلحة الدم والموت

لقد أدهشنا مشهد العنف الفوضوي 
على مساحة واسعة في ليلة العيد
ليعود هذا المشهد ويتكرر منذ بضعة أيام
وعلى مساحة أوسع من ما قبلها
وجرأة غير مسبوقة على أجهزة الأمن وأفراده

الغريب في الأمر أن هذه الأحداث لم تحصل بهدف الثورة
أو الأعتراض على الفساد والقضايا العالقة
فالقائمين على أحداثها جاءوا يحملون قضايا
 ليس لها صلة بواقع الحال

منذ متى أصبح للمرتزقة الفتوات قضايا تحمل المسمى الديني
متى تكونت في ثنايا أنفسهم نزعة الغيرة على الدين 
ليكفروا ويطبقوا القصاص بأيديهم
من أين خرج السيف؟؟
وكيف وصلت الأسلحة النارية الى أيديهم؟

مشهد لا بد أن يستوقفنا 
لما يحمل من مؤشرات في شدة الخطورة
ويضعنا أمام العديد من التساؤلات

هل وردة الأزمة السورية من الحدود الى هذه المدينة؟
هل هنالك من يتقصد تجيش هذه الخلايا النائمة ؟
هل يبدأ فتيل الأزمة من هنا؟
هل هنالك مؤامرة لتكون الأردن التالية لسوريا؟
ولماذا الأردن؟؟

فالطالما كان مبدأ الأمن والأمان هو الشعار 
كون الأردن هي صمام الأمان لبقية المنطقة 
زعزعة الأمن في الأردن تعني التهديد 
لأمن الدول المجاورة 
هل نستنتج ان هذا الخلل ما هو الى طريق المرور
عبر المملكة الى الدولة القادمة المتقصدة 
هل هي السعودية؟

ترى أين هي الحكومة الأرنية من كل هذه الأحداث؟؟
فلا أظن أن الدولة بكل أجهزتها
 ليس لها القدرة على أستدراك حقائق هذه التساؤلات

لذا نتوجه الى حكومتنا بقلب مواطن غيور 

 أن تضعنا أمام حقيقة المشهد
فيكفينا أقصائا عن جوهر الحقيقة
أين هي المصارحة ما بين الحكومة والشعب؟
اين الخطاب الملكي ؟
فقد وصلت هذه المرحلة من الخطورة ما يستدعي التوقف عن أهمال الخطاب المسؤول الموجه للشعب
ليوضح لنا خطورة المرحلة

سيدي جلالة الملك
حكومتنا الموقرة 
أعلموا أننا شعب على قدر المسؤولية 
فقط صارحونا بما هو آت 








الخميس، 23 أغسطس 2012

مواء القطة

أيقظني هذا الصباح مواء قطة
أنا أخاف القطط ولكن المواء الممزوج بنبرة التوسل 
أوخز في أعماقي الأحساس بالرئفة 
تكرر المواء فأعانني ذلك على تحديد مكانها
وهبني منظرها أبتسامة أنعشت قلبي
كيف أستطاعت هذه القطة أن تحشر نفسها هكذا بين اغصان الياسمينة المتشابكة؟
 ترى ما الذي كانت تسعى أليه
 مددت يدي وألتقطها لأخرجها من بين الأغصان 
لم تعطني الفرصة لأربت على ظهرها وأمسح شعرها
فما أن أحست أنها طليقة 
حتى قفزت من بين يدي وهربت بعناد ومكابرة
كما لو أنها تحدثني عن ذاتي
وعن تلك المرات التي أعماني الفضول
لأخوض غمار المغامرة دون رهبة أو خوف
بحثا عن شيء...أي شيء يحاكيني

بقيت أرنو الى فراغ هروب القطة 
فتشكلت مساراتي الفاشلة مرسومة بضوء أسود
قلت لنفسي أن القطط في العادة تفر من الغرباء
أنها كائن خائف
وقد لا تشعر بالأحسان كما البشر
ترددت الكلمة في جوفي وتساءلت:
هل يشعر البشر بالأحسان؟

صباحي في العادة لا يأتي من منبه الساعة
بل من عطر الياسمينة الذي يوقظه الأذان
أغصانها كثيفة حقا
 بما يصعب على القطة أستنشاق الخلاص
لم أكن أعرف كيف أفعل هذا
ولكني أستطعت أن أفك شيئا من تشابك الأغصان
أوجدت فراغا يتسع لقطة 
يمكنها الآن أن تمر في الصباح وتذهب
حرة...دون الحاجة الى إحسان

                               *هذه كلماتي تطرزت بشرف 
             أن حيكت مع كلمات صديقي الكاتب والروائي العراقي

                             نزار عبد الستار

الخميس، 9 أغسطس 2012

لغتنا الأم

كان لقاء أشبه بالصراع
أكثر ما أغاضني به هو الأحساس الذي تركه لدي هؤلاء
كما لو كنت أنسانة من العصر الحجري
يبدو أنني كنت أعيش طوال الوقت في كهف
أو ربما خيمة في صحراء سحيقة

كان الحوار عقلاني فكري وافي 
يحاكي مجمل القضايا برقي 
ولكن....
تبا من لكن
أحسست لوهلة أنني لست في مجموعة مثقفين عرب
يبدو أنني أخطأت العنوان أم ماذا؟
فمعظم الحديث كان يدور باللغة الأنجليزية
كلمة أو ربما أن أنصفنا كلمتان من الأم العربية
وما تبقى من حديث يدور في أروقة اللغة المستوردة

في تلك اللحظة أسلمت نفسي لمخيلتي
ربما يكون هذا حديث مكرر وهي قضية مثارة لأكثر من مرة
ولكن الآن أكتشفت جديتها
ما بال هؤلاء 
ألسنا عربا؟؟
أليس كل من يحضر هذا اللقاء هم من العرب
ألسنا جميعا ولدنا وتربينا على ظهر هذه الأرض
أولم تجرعنا أمهاتنا هذه اللغة
ما بال لغط ألسنتكم
أو خجلت اللغة أن تنطقوها أم أستعصت على ألسنتكم؟

حقا نحن لم نكتفي بحديثنا اليومي
المرصع بألماسات اللغة الأنجليزية
كما لو كان الحلية التي نلبس بها حواراتنا لتبدو أرقى
فها نحن ننتقل الى سطح الشاشات 
لنتباها بتلك اللغة وننقل جل حوارنا الى لغة مستوردة
كما لو كنا لن نتفاهم إلا أذا ما تفوهنا بها

ثم نردد كلمات أغنيتنا الشهيرة 
    "الأرض بتتكلم عربي "
أين نحن من هذه الأرض
أن كنا رفضنا لغتها فكيف لنا أن نحل قضاياها
كيف لنا أن نحارب حرب رجل مستميت فداها
أن كنا رفضناها بطينتها وجبلتها

يا أيها الرفاق
ما دمتم قد قررتم الخجل من هذه اللغة 
وأستبدلتموها بلغة الطامع الى أستعمارنا
فأسمحو لي 
أنا أذا سأتصهين 
وأتحدث لغة محتلي
فلتكن العبرية هي لغتي
عندها أن حاكاني البعض فأن لي عذري
أوليس هذا مغتصبي 
؟؟؟؟؟؟؟؟




الأحد، 5 أغسطس 2012

الى صديقي الأنسان

ترى ما عدد الخيارات التي يجب أن نرتكبها
 لنبرهن أننا بشر؟؟؟
صديقي
هل تذكر زمن حديثنا عن الخيارات وأن الآخر لا وجود له
فقلوبنا هي الصامدة أبدا
يالا تلك الخيبات الدائمة الحدوث 
ترى الى متى ستتحمل قلوبنا الصمود


قلتها لي مرة النبي قلب
وقضية أصحاب القلوب الطاهرة 
كقضية نبي يحمل رسالة الى البشرية
أين صمود قلوبنا بصمود قلوب الأنبياء


ما زالت أرواحنا في أنتصاف ظهورها عزيزي
ما زلنا نلهث في أظهار النقي منها 
ما زال رعب أنكشاف مجمل حقائقنا يرعبنا
شريعة الغاب التي تحكم العالم كبلت صدق أرواحنا
كيف نظهر كامل الأشراق في قلوبنا
الطيبون لا مكان لهم فهم فرائس سهلة 
في عالم أصبح عنوانه وحشية القنص والأغتيال


وما زلنا نتنفس
تلك الأنفاس هي من يذكرنا أننا ما زلنا بشرا أحياء
أطل برأسي من تلك النافذة كل صباح 
لأستنشق أكبر قدر من نسائم الصيف الباردة التي أتت 
على غفلة من حرارة النهار
أتنشق عبير الياسمينة القابعة في حديقة منزلي
قبل أن يلتهم هدير المركبات ودخانها نقائها
لأتذكر دوما أني ما زلت أنسان


أنسان ....معادلة صعبة في هذا الزمان


ذلك الكم الهائل من الزيف والكذب والرياء
ترى كيف تكتنز القلوب هذا الكم دون لفحة ضمير واحدة
كيف أنتهى الصدق
كيف أصبح عملة نادرة
كيف يكذبون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أعلم بما ستجيبني جيدا
ما زلت على العهد
كيف لقلب عاش عمرا بطهارة صادق أن يختل
لا يستطيع أن يختل
كم أتمنى لو أستطيع
كم أتمنى التوقف عن الطيران الى سراديب الوهم 
وأن أقف أمام هذا العالم بزيفه وأصرخ
عاجزة أنا عن الصراخ


أتعلم ما زلت أستيقظ في كل صباح أتحسس الأشياء
أجهل أين تقطن الأبتسامة في كل نهار
أجرب كل الأشياء وأرتكبها بحثا عنها
وأنا أتذكر كلماتك
أبحثي عنها في أعماقها.....
يبدو أنني أخفق دوما
أو أنني مغامرة قصيرة الأنفاس
فغور الأعماق واسع غارق بأمواج الظلام
وما أنا الا أنسان
ألست الا أنسان 
                
                                          مهداه الى صديقي الأنسان
                                            الكاتب نزار عبد الستار













الأحد، 29 يوليو 2012

ما بين المؤيد والمعارض

الناظر الى الشارع اليوم يدرك تماما التناقض بما يختص بالشأن السوري
يبدو وكأنما شعبنا أنقسم على نفسه
ما بين المعارض والمؤيد
أعتدنا دوما أن نكون شعب العواطف المتمايلة مع قضايا المنطقة
ولكن فيما مضى كانت تطغى علينا مشاعر الأغلبية
واجهنا القضايا السابقة بقلب رجل واحد
أما اليوم فالقلوب منقسمة على بعضها


وأن كنت من من يتقن تحليل خفايا الأمور كما نحن اليوم
لفضلت أتخاذ موقف الحياد في ظل الأحتدام الحاصل ما بين الفريقين....


فأنا لست معارضا ولست مؤيدا
معادلة صعبة...


لا نستطيع أن نرى مسلسل الدم اليومي ولا تنهز لنا شعرة
كيف لا وهؤلاء القتلى هم ليسو مجرد جيراننا بل أضحوا أهلنا
هكذا يكون حس الأنسانية والحمية العربية
عندها ستقول لنفسك متى سينتهي هذا الكابوس الدموي
عندها أدرك تماما أنك لست من المؤيدين


ولكن أذا ما أستطلعنا المشهد السياسي
بدءا بمواقف الدول العربية 
والأعلام العربي ونخص به العربية والجزيرة
بما يتوافق مع موقف الدولتين السعودية وقطر 
هنا علامة أستفهام طويلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم المشهد العالمي
وما أدراك ما المشهد العالمي
أمنا أمريكا وأبونا الروحي الدول الأروبية
والأخ الملصق بنا عنوتا أسرائيل
ثم حامي الحماة ومنقذ الدم الأسلامي تركيا
ومن الجانب الاخر روسيا الراعي الرسمي للنظام
الصين المنازع الجديد في عهد القوى العظمى
وأيران..................................؟؟


أتسائل هل هذه ثورة شعب ضد نظام
أم أنها ساحة صراع عالمية؟؟؟
 هل أدرك هنا أنني لست من المعارضين؟


لا يسعني هنا ألا أن أقف صامتا في الوسط
وأتخذ موقف المتفرج المترقب لما ستؤول أليه الأحداث
فبكل بساطة لا أستطيع أن أقف مع أي من الطرفين
ولا يسعني أيضا أن أخسر أي طرف منهما
هم أهلي وهذا الصراع منتهي لا محالة
ولكن سيقودنا الى أين؟؟؟


سوريا ليست مجرد ثورة عادية
بل نقطة محورية لخطط سمعنا عنها لعدة سنوات مضت
من تحول خريطة الشرق الأوسط
أتسائل فقط.......
هل حدث هذا بالصدفة ؟؟؟؟


وتسائل آخر......
 ترى هل الشعب السوري هذه المخلوقات الكائنية
 على كوكب الأرض 
أليست هذه المخلوقات أيضا لها حق في المطالبة
 بالعدالة والكرامة والحرية 
أليست شعبا من الشعوب كما مصر وليبيا وتونس ؟
أيا كنا معارض أو مؤيد 
أو حتى دول عظمى
هل لنا أن نقيم أو نحكم أرادة شعب ؟؟؟









السبت، 28 يوليو 2012

المدينة الحائرة

ليس بالأمر السهل أن تجد ما تبحث عنه في هذه المدينه
فكثيرا ما تقع في حيرة


كما هي مدينة دائمة الوقوع في الحيرة
صامته أحيانا صمت الأموات
وصاخبة أحيانا أخرى حد الجنون 
يقال أنك قد تحتاج الى دليل ليدلك على المسير في أروقتها
ولكن حذاري 
فأن الدليل أيضا قد يكون على نهجها
"التيه في دوامة الحيرة"


يهيء لك للوهلة الأولى أن هذه المدينة عديمة المعالم
حتى وأن سرت في شوارعها
وتأملت مبانيها مساجدها, كنائسها
غارقة هي في صلاة عبودية لا متناهية
مستيقظة على أسوار شاهقة وأبواب ضخمة
تكتنز ورائها أسرار عتيقة
حذاري أن يدفعك الفضول لتكتشفها
فأنت عندها تائه كما معالمها


فكرت يوما دخول أحدى متاجرها
ويالا هول ما فكرت
فقد تمرست فيها العادة
لا حلم ولا يقضة


ما بالنا بما كان
فقد دخلت ذلك المتجر بكل الأحوال
توجهت نحو البائع كالعادة لأطلب منه ما أريد
أدهشني.....
بل سحرني
ذلك الهدوء القاتل
تلك الأبتسامة العريضة التي غطت وجهه
يا ألهي من أنت؟؟؟؟
لست أنت من عادات هذه المدينه
كيف ولدت أنت؟؟؟
كيف نشأت ؟؟
من أي طينة جبلت؟؟؟
ما بالك هل فاتك الركب؟؟؟
فما عاد الهدوء والسكينة عنوانها
ووأدة الأبتسامة في لحظة مولدها 
فضاع سحرها





الخميس، 26 يوليو 2012

ثورة فتات الخبز

كنت جالسة كعادتي ألى جانب تلك النافذة في ذات المكان
عبثا كنت أحاول كسر لحظات الملل بالنظر الى المارة تارة
والفضول في رؤية الداخلين الى المكان تارتا أخرى

بينما أنا هائمة بأفكاري ما بين الواقع والخيال دخل ذلك الطفل برفقة والدته ثم جلسا أمامي


كان طفلا صغيرا لا يتعدى عمره الثلاث سنوات
لفت نظري رغيف خبز الكعك بالسمسم الذي يحمله ما بين يديه


أخذ الطفل مكانه الى جوار والدته على كرسي مستقل 
وبدأ بأكل رغيفه


أدهشتني الطريقة التي يأكل بها رغيفه
 كم هو حريص.....
كان يراعي أن لا يتساقط فتات الخبز على ملابسه
كان يلملمها لكي لا يلوث المكان بها وهو ينظر الى والدته


يا إلاهي من روض هذا الطفل على هذا الفعل
عجبا فهذا ليس بسلوك الأطفال في هذه السن
بدا كمن سلب فوضويته وعبثيته


مراقبتي له أثارت في داخلي ثورة غضب 
وددت لو أذهب أليه وأصرخ 
دعها تسقط وتتناثر
دعها تجول المكان بعبثيتها
توقف عن الألتهاء بلملمتها
مارس حقك في التلذذ بطعم رغيفك بحرية
دعها تتناثر
 أكتشف أشياءك من عبثيتها
حرك أشياءك الساكنه من هدوئها
أعلن ثورتك عليها
أطلق العنان لحريتك
لا تدع أحدا يغتصبها
فهذا رغيفك أنت
تناوله بحرية 


              سهوا وبترتيب من القدر هوت كل الكلمات
                             فالنبدأ من جديد
                                

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

كلما هممت بمغادرتك,,أتعثر بك

فاجئتني هذا الصباح النشرة الجوية
يبدو أن الشتاء مازال يصر على عدم مغادرتنا
فبعد أن تقبلنا نيسان منذ بدايته بشمس حارقة حتى أنقلب اليوم ألى بدايات جديدة لعهد المطر ووعود برعد وبرق وعواصف
حتى حالة الطقس تعاني من حالات الحيرة وعدم الإستقرار
الخارج إلى الشارع في هذه الإيام يحس وكأن المارة غارقون في حالات من حيرة العواطف والفوضى السلوكية
كما لو أن العاطفة متواطئة مع الحركات الجسدية
شيء من المعقول وكثير من اللا معقول
يالا العقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كأن تكون شخصية تعيش الحياة لمجرد أنك أصبحت موجودا وأنتها الأمر وعليك التكيف مع هذا الواقع
ما من حلول سوى أن تعمل على ترتيب حياتك بناءا على هذا الأمر
الرتابة الروتين اليومي
عادي.....
الكثير من العطاء القليل القليل من المردود العطائي
عادي....
ثم يدخل ذلك الصوت الغريب القادم عبر التكنولوجيا الحديثة المسماه بالهاتف الجوال
صوت يتكلم بلا إتزان
فوضى لا ترتيب لأي فكرة في مدار الحديث بمجملة
حالة من الجنون الكلامي
إرتفاع عن سطح الأرض وتحليق إلى أفق سموات مجهولة الهوية إلى كوكبة مسارات لم تعرف بعد
يا إلهي ما هذا الجنون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل وصلنا حقا إلى هذا الحد
ما بالنا؟؟؟؟؟؟
كانت ثوراتنا نداءا للحريات والتخلص من قيود الرضى بسطوة الدكتاتور
الآن هل ندخل إلى معترك جديد ورضى آخر بسطوة الجنون اللامعقول
قرأت في رواية أحلام مستغانمي اليوم عابر سرير جملة أذهلتني
"كلما هممت بمغادرتك تعثرت بك"
ونحن كذلك كلما هممنا بمغادرة واقعنا والتحرر من قيودنا تعثرنا بأنفسنا